تقوم بتطوير الموقع الإلكتروني الخاص بك ؟
تحتاج، إذن، إلى معرفة مدى فاعلية نظام إدارة المحتوى CMS
هل فكرت يومًا في إنشاء موقعك الخاص؟ وهل فكرت ما هي الطريقة المثلى؟ هل هي في الاعتماد على برمجة خاصة أم على أحد المطورين أم باستخدام نظام إدارة محتوى معد مسبقًا لتقوم بإدارة موقعك بنفسك دون الحاجة لخبرة برمجية؟
في هذه المقالة سنتحدث عن واحدة من أفضل الطرق التي يستخدمها الكثير من أصحاب المواقع لإنشاء وتصميم مواقعهم على الإنترنت باستخدام أنظمة إدارة المحتوى والتي تم إنشاؤها خصيصًا لتوفير الوقت والمجهود المبذول في البرمجة من الصفر.
ما هو نظام إدارة المحتوى (CMS)؟
يأتي نظام إدارة المحتوى (Content management system) كأحد الوسائل الفعّالة في إنشاء وإدارة المواقع على الإنترنت من خلال أدوات مصممة مسبقًا من قبل مطورين محترفين لتوفير الخصائص الكاملة التي تلبي احتياجات صاحب الموقع في تخصيص موقعه دون كتابة كود برمجي.
يمكننا القول إن أنظمة إدارة المحتوى تم إنشاءها خصيصًا للمستخدمين العاديين الذين لا يمتلكون خبرة فنية ويبحثون عن أفضل الحلول التي تساعدهم في تصميم وإدارة مواقعهم من خلال لوحة تحكم سهلة بتكلفة معقولة وفي المتناول. هنا يأتي دور نظام إدارة المحتوى (أو ما يعرف اختصارًا CMS) ليساعدهم في ذلك من خلال دعم المطورين لتلك الأنظمة وتحديثها بشكل دوري بما يوفر أفضل الممارسات البرمجية.
تستطيع إضافة وتحرير وتعديل المحتوى الديناميكي لموقعك من خلال نظام إدارة المحتوى وكذلك التحكم في مكونات وخصائص موقعك دون الحاجة لكتابة سطر برمجي واحد.
طريقة عمل نظام إدارة المحتوى
في البداية لا بد لنا أن نعلم أن عالم الويب لا يفهم إلا الأوامر البرمجية، فحتى تقوم بتصميم صفحة بسيطة تحتوي على (عنوان + نص + صورة) يجب كتابة كود برمجي يطلب من الخادم طريقة عرض هذه الصفحة للزائر عندما يقوم الزائر بطلب موقعك من خلال المتصفح الخاص به.
على سبيل المثال، لك أن تتخيل أن الكود البرمجي التالي لاستعراض شريط التنقل (Navigation bar) فقط في الموقع الذي تراه أمامك. فما بالك بباقي الأكواد التي تحتاجها لاستعراض باقي صفحات محتوى الموقع.
سيكون الأمر في غاية التعقيد بالنسبة للمستخدم العادي الذي سيضطر إلى تعيين مبرمج أو أكثر لإنشاء موقع بسيط، وكذلك يصبح الأمر مرهقًا بالنسبة للمبرمجين لاضطرارهم إلى كتابة كود برمجي لكل خاصية جديدة يحتاجها للموقع ويراجعه فريق العمل بشكل مستمر لكل مهمة جديدة مطلوبة أو تعديل صغير.
في المقابل من خلال نظام إدارة المحتوى، تستطيع عمل هذه المهمة الخاصة بتحرير شريط التنقل في دقائق معدودة من خلال لوحة تحكم بسيطة تقوم فيها بترتيب التبويبات المحددة التي تظهر للزائر والصفحات التي يتمكن من الوصول إليها وتقوم بتنسيقها بالشكل المطلوب دون كتابة أي كود برمجي.
الفارق بين البرمجة من الصفر وبين استخدام أنظمة إدارة المحتوى، تشبه الفارق بين نظام (ويندوز) الذي تقوم فيه باستخدام النظام والبرامج الموجودة به من خلال شريط أدوات سهل، في مقابل بعض توزيعات (لينكس) التي تطلب منك كتابة (Comand) لعمل أي وظيفة بسيطة في النظام.
بنفس الفكرة، تأتي أنظمة إدارة المحتوى بتوفير إضافات وقوالب جاهزة تمكّن المستخدم من عمل المهام المطلوبة دون الحاجة لكتابة أي أوامر برمجية، وذلك من خلال جزئين أساسيين:
تطبيق إدارة المحتوى – content management application والذي يعرف اختصارًا (CMA) وهو الجزء الخاص بالواجهة الأمامية الذي يظهر للمستخدم ويستطيع من خلاله التحكم في إعدادات الموقع من خلال لوحة تحكم النظام ومن خلال شرائط الأدوات التي تساعده في تنفيذ المهمات المطلوبة بنقرات قليلة.
تطبيق إيصال المحتوى – content delivery application والذي يعرف اختصارًا (CDA) وهو الجزء الخاص بالخلفية الذي لا يظهر لصاحب الموقع، بحيث يستقبل الأوامر المطلوبة من CMA ويقوم بتخزينها في قواعد البيانات وملفات الموقع حتى يتم عرضها لزوار الموقع بالشكل المطلوب.
بهذه الطريقة البسيطة يعمل نظام إدارة المحتوى من خلال CMA و CDA ليقوم بتنظيم الأوامر المطلوبة من صاحب الموقع ثم يقوم بتنفيذها في الخلفية وعرضها للزائر بالشكل الملائم.
ملحوظة: انتشار فكرة أنظمة إدارة المحتوى واستحواذها على الكثير من مواقع الإنترنت لا يعني إنهاء عصر المبرمجين كما يظن البعض، فتلك الأنظمة بالأساس مصممة من قبل مبرمجين محترفين يقومون بتعديلها وتطويرها بشكل مستمر، ولكن ستضح لك الصورة بشكل أفضل في باقي المقالة.
هل يمكن الاعتماد على أنظمة إدارة المحتوى؟ (إيجابيات CMS)
إن كنت لا زلت تفكر في مدى ملائمة أنظمة إدارة المحتوى بالنسبة لك، فدعنا نستعرض لك بعض المميزات التي يستفاد منها في استخدام CMS سواءًا كنت مدير مشروع أو صاحب مؤسسة تجارية أو حتى تستهدف إنشاء أي من أنواع المواقع، لتتعرفى على مدى فائدة أنظمة إدارة المحتوى لإطلاق موقعك القادم.
1- عدم الحاجة إلى خبرة عريضة
تعد سهولة الاستخدام لغير المتخصصين الميزة الأولى في استخدام أنظمة إدارة المحتوى، حيث توفر لك واجهة مستخدم رسومية (GUI) تستطيع من خلالها إدارة الموقع بشكل كامل ولأجل ذلك تم تخصيص تلك الأنظمة بالأساس.
في أغلب الأحيان يتم إضافة وتحرير المحتوى من خلال عملية السحب والإفلات وكذلك التحكم في الأدوات المدمجة بالنظام والملحقات الإضافية (add-ons) من خلال لوحة تحكم صديقة للمستخدم دون الحاجة لكتابة كود برمجي.
يمكننا القول إن سهولة النظام ستساعد مدير المشروع على توزيع المهام بين فريق العمل؛ فأي شخص له دور منوط به في الموقع سيتمكن من الحصول على الصلاحيات الملائمة لدوره (permission) والقيام بدوره بشكل فعال دون الحاجة إلى تعلم المهارات المتقدمة.
2- توفير الوقت والمال
حتى لو كان لديك فريق محترف من المطورين الذين لديهم المقدرة على إنشاء أي نوع من أنواع المواقع، هل تعرف الوقت المستغرق في إنشاء المواقع الديناميكية، وكم يتقاضى المبرمج المحترف مقابل كل ساعة يستغرقها في كتابة الكود؟
إذا كان بإمكانك توفير الكثير من الوقت والمجهود باستخدام نظام إدارة محتوى مهيئ سابقًا، ويحتوي على الأدوات التي تلبي احتياجات صاحب الموقع، فإن ذلك سيزيد من إنتاجية فريق العمل.
هناك الكثير من الشركات الكبرى التي لديها فريق ضخم من المطورين، ومع ذلك يعتمدون على نظام ووردبريس لهذا السبب، كما في هذا المثال من المدونة الإخبارية الخاصة بموقع فيس بوك.
في دراية، لدينا أيضًا فريق مؤهل من مطوري التصميم والبرمجة. ومع ذلك، فإننا نقدم لبعض العملاء الذين يفضلون الحصول على حلول برمجية فعالة وبأسعار معقولة لبناء مواقعهم الإلكترونية باستخدام WordPress.
3- إتاحة قوالب وإضافات جاهزة
توفر أنظمة إدارة المحتوى العديد من القوالب المصممة سابقًا والتي تساعدك على التحكم في مظهر موقعك ليبدو بالشكل الملائم، وكذلك العديد من الإضافات (Add-ons) التي تساعدك في إضافة وتعديل خصائص الموقع. وبحسب شهرة النظام، يتنافس المطورون لتقديم أفضل الممارسات في القوالب والاضافات المعروضة لزيادة قاعدة العملاء لديهم.
على سبيل المثال يحتوي ووردبريس على أكثر من 54,000 إضافة وأكثر من 30,000 قالب داخل وخارج المتجر الرسمي، والبعض منها مجاني والآخر مدفوع، مما يتيح لك تشكيلة واسعة من الاختيارات التي تلائم احتياجات موقعك.
هذه الملحقات الخاصة بأنظمة إدارة المحتوى (CMS) تساعدك في تخصيص موقعك بشكل أفضل، والتنقل بسهولة بين قالب وآخر وإضافة وأخرى، على خلاف الحال إذا ما اعتمدت على برمجة مخصصة، وطلبت تعديل أو/و إضافة على إحدى الخصائص الأخرى، فأنت ملزم بالخيارات المتاحة لدى فريق التطوير حسب إطار عمل برمجة الموقع.
وتساعد الأدوات المدمجة كذلك في تحسين موقعك لمحركات البحث بسهولة، وذلك من خلال بنية النظام نفسه في صداقة محركات البحث ووجود الأدوات الإضافية التي تسهل عليك عمل مهام SEO الفنية مثل: إنشاء خريطة للموقع، وبناء الروابط الدائمة وتهيئة Metadata لمحرك البحث وهي من المهام الضرورية لأي صاحب موقع.
4- إتاحة الدعم المستمر
كلما ازداد شهرة النظام كلما حصل على دعم أكبر من قبل المطورين والشركات التي تعمل وراء النظام خصوصًا إذا كانت بيئة النظام مفتوحة المصدر. ويشمل الدعم الفني تحديث وتطوير النظام بشكل مستمر بما يضمن حل المشاكل وإصلاح الأخطاء وسد الثغرات وتوفير أدلة معرفية وتسهيل النظام أكثر للمستخدمين بما يضمن حماية الموقع وتسهيل إدارته بأفضل شكل.
ستحصل على الدعم الفني بأكثر من صورة سواءًا من مزوّد الخدمة نفسه، أو من خلال شركة الاستضافة أو من خلال المطورين المستقلين المحترفين أو حتى عندما تقوم بتعيين بعض الأفراد في فريق عملك، ستتمكن بسهولة من عمل التعديلات وتحسين موقعك بمساعدة عدة أشخاص يعتمدون على مكونات النظام الرئيسة وإطار العمل المستخدم.
ستجد الكثير من أنظمة إدارة المحتوى المتوفرة على الإنترنت مثل: (ووردبريس، جوملا، دروبال، بيج كومرس، شوبيفاي .. وغيرها) حيث تزداد كفاءة المعايير لبعض هذه الأنظمة وتنخفض عند البعض الاخر، ويمكنك التأكد من هذه المعايير في النظام الذي ستعتمد عليه. وبناءً علي ما يتوفر لديك من معلومات، تتخذ القرار المناسب حول مدى ملائمة النظام لاحتياجات موقعك.
مثلًا: إذا قررت الإعتماد على نظام ووردبريس، فابحث عن مدى شهرة النظام وسهولة استخدامه والخصائص التي يوفرها لأصحاب المواقع وتجارب المستخدمين معه والإضافات الملحقة المتوفرة به والقوالب ودعم وتحديث النظام وأدواته وغيرها من الأمور التي تساعدك في تحديد ما إذا كان النظام هو الأفضل بالنسبة لك.
أشهر أنظمة إدارة محتوى
1- ووردبريس
هو احد أشهر أنظمة إدارة المحتوى على الإنترنت بالاعتماد على لغة PHP وقواعد بيانات MySQL، وهو الأكثر شهرة بين أنظمة إدارة المحتوى، حيث تبلغ نسبة المواقع التي تستخدمه حوالي 42% من إجمالي مواقع الإنترنت. يأتي ووردبريس كنظام مفتوح المصدر تستطيع من خلاله إنشاء جميع أنواع مواقع الويب بفضل لوحة التحكم ومحرر المكونات وآلاف القوالب والإضافات المجانية والمدفوعة التي تساعدك في تخصيص موقعك بشكل كامل.
تستطيع استخدام النظام بسهولة من خلال تحميله من الموقع الرسمي، ثم تنصيبه على استضافة موقعك حتى تتمكن من إدارة عملية النشر بشكل كامل من خلال النظام والأدوات الخارجية التي تقوم بتفعيلها على النظام، فهو لا يأتي بخصائص مدمجة داخل النظام نفسه وإنما تعتمد على عدة مكونات مختلفة للحصول على النموذج النهائي المطلوب من موقعك مما يجعلك في حاجة إلى تعيين أحد المبرمجين في بعض الأوقات للتأكد من توافقية تلك المكونات مع بعضها البعض.
2- جوملا
يأتي جوملا كنظام مفتوح المصدر يمكن تنصيبه على الاستضافة بنقرة واحدة، ويأتي معه الكثير من الوظائف المدمجة التي تساعد أصحاب المواقع في تخصيص محتوى موقعهم مثل من خلال لوحة التحكم التي تمكن مدير الموقع من عرض الأنواع المختلفة من المحتوى بشكل أفضل، وكذلك يدعم تعدد اللغات دون الحاجة إلى تنصيب ملحقات خارجية.
يمتاز بنية نظام جوملا بتوفير المرونة في خصائص النظام للمبرمجين بما يمكنهم من إدارة الموقع بشكل فعال وتوزيع المهام بين أعضاء فريق العمل. ويتشابه نظامي ووردبريس وجوملا في العديد من الخصائص وقد اكتسبا ثقة العديد من العلامات التجارية في اختيار أحد النظامين لبناء مواقعهم بدلًا من الاعتماد على برمجة خاصة.
3- دروبال
يأتي نظام دروبال كأحد أنظمة إدارة المحتوى المشهورة في الاستخدام لمواقع المؤسسات الكبرى لما يمتاز به من المرونة في التعامل مع البيانات الضخمة والأعداد الكبيرة من الزيارات ويستعرض لك العديد من الوحدات الإضافية(modules) المتاحة التي تستطيع استخدامها لتخصيص موقعك، إلا أنه يحتاج لبعض مهارات البرمجة لاستخدام النظام.
يوفر لك النظام توزيعات مختلفة مهيأة مسبقًا يمكن اختيار واحدةً منهم في البداية بما يتناسب مع نوع موقعك ويمتاز بدرجة أعلى من الأمان لذلك تعتمد عليه بعض الحكومات في تطوير مواقعهم، إلا أن لوحة تحكم النظام ليست سهلة للمبتدئين أو المستخدم العادي وكذلك ليس هناك وفرة من المبرمجين المحترفين الذين يعتمدون على دروبال وبالتالي فإن الشركة المطورة للنظام تحاول الربط بين المستخدمين والمطورين والشركات من خلال عرض الخدمات الاحترافية داخل Drupal Marketplace.
4- Sitecore XP
توفر شركة Sitecore نظام إدارة محتوى(™Sitecore Experience Platform) والذي يساعد في تعزيز تجربة أصحاب المواقع في إدارة وتخصيص المحتوى الخاص بنشاطهم التجاري، حيث يقوم النظام بجمع وتحليل بيانات العملاء وتوفير أدوات أتمتة التسويق وبناء مواقع متعددة اللغات وغيرها من الخصائص المدمجة في النظام.
يتم الحصول على النظام بشكل مدفوع و يعتمد على تقنية Microsoft .NET . يناسب نظام Sitecore XP الشركات والمؤسسات الكبرى لما يمتاز به من الثبات وإمكانية التوسع بسهولة حالة حدوث طفرة طارئة في زيارات الموقع، وكذلك توفير أدوات الحماية المدمجة التي تضمن الحفاظ على قواعد البيانات لصاحب الموقع.
هناك بعض أنظمة إدارة المحتوى الأخرى التي لم نتحدث عنها ولكن استعرضنا النماذج السابقة كأمثلة فقط، وكذلك هناك بعض الشركات التي تقوم بتطوير أنظمة CMS خاصة بها بهدف استخدامه لمواقع العملاء، لا لبيعه وليكون أكثر تخصيصاً لاحتياجات الشركة.
الخلاصة
بالنهاية يظن البعض أن أنظمة إدارة المحتوى هي محصورة في نوع معين من المواقع دون غيرها، كما يُشتهر مثلًا أن ووردبريس وجوملا أنظمة خاصة بالتدوين على سبيل المثال وهذا غير صحيح، فأنظمة إدارة المحتوى بالأساس تكون مفتوحة المصدر مما يعني سهولة تخصيصها لأي نوع من أنواع المواقع.
الهدف من استخدام أنظمة إدارة المحتوى والملحقات الخاصة بها هو تسهيل إدارة الموقع من خلال بعض الأدوات الجاهزة التي تم تصميمها بشكل مسبق بدلًا من برمجة كل مكون من مكونات الموقع من الصفر إلا أنك ستظل بحاجة إلى مبرمج لجمع تلك الأدوات سويًا وتطويرها وتحسينها بشكل أفضل.
في بعض الأحيان ستتمكن من إدارة الموقع بشكل كامل دون الحاجة إلى كتابة كود برمجي أو الاستعانة ببعض المطورين، وفي أحيانٍ أخرى ستحتاج إلى التعديل على كود النظام وعمل بعض الوظائف المخصصة أو الاستخدامات المتقدمة حسب احتياجاتك في مظهر وخصائص موقعك.
