دليلك لقياس مردود تسويق موقعك عبر محرك البحث

Share This Post

عندما يهتم صاحب المشروع بتركيز جهوده التسويقية على منصة جديدة من منصات التسويق المختلفة، فإن أول سؤال يخطر على باله: ما هو العائد من الاستثمار؟

سأستثمر الأموال الطائلة في تلك المنصة الرقمية فهل سأجد لذلك عائدًا مرضيًا؟ هل سيزداد حجم المبيعات عن المعدل الحالي؟ كيف سيزداد حجم نمو عملي التجاري؟ هل سيكون لدي فرصة لاستكشاف المزيد من الأسواق الجديدة؟

بالتأكيد سؤال من المهم أن يتبادر إلى ذهنك لا سيما عند الحديث عن التهيئة لمحركات البحث (SEO) ، فهو يستنفد منك مجهودًا ووقتًا كبيرين في البداية ولا يتضح لك مردوده بشكل قابل للقياس.

سيكون هدفك النهائي هو التقدم على كلمات مفتاحية ذات صلة بمجال عملك. فمثلًا لو كنت تاجرًا للإلكترونيات سيكون هدفك الصعود على كلمات مفتاحية مثل: أيفون X لاب توب HP ، كاميرات مراقبة باور بانك، شاشات LG أو غيرها من الكلمات المفتاحية التي تستهدف بها ظهور موقعك، بحيث عندما يكتب الباحث هذه الكلمات في جوجل يظهر موقعك فينتقل الزائر لصفحة الشراء ويقوم بإتمام عملية الشراء بنجاح.

سواءً كنت صاحب متجر إلكتروني، أو لديك موقعًا مخصصا لبيع منتج أو خدمة واحدة وتود التغلب على المنافسين في استخدام الكلمات المفتاحية، فالأمر يتطلب منك مجهودًا كبيرًا لا سيما في الأسواق شديدة التنافس مع المواقع الكبيرة.

عندما نتحدث عن تحسين SEO لموقعك فيتبادر إلى ذهنك على الفور تعيين خبير SEO وإنتاج كمية ضخمة من المحتوى وهيكلة الموقع بالشكل الذي يتلائم مع خوارزميات جوجل والحصول على إشارات خارجية، وغيرها من ممارسات SEO المشهورة. ماذا لو بذلت كل هذه الجهود ثم لم تحصل على هدفك الأساسي بالظهور من خلال الكلمات المفتاحية المستهدفة؟

أحد الأشخاص استعان بإحدى الشركات المتخصصة في خدمات SEO وتقاضوا منه مبلغًا كبيرًا على مدار بضعة أشهر على اعتبار أن عملية التسويق عبر محرك البحث هي خطة طويلة المدى، ثم تفاجأ بعد فترة بأن موقعه لم يرتق ترتيبه في نتائج البحث عن الكلمات المفتاحية المطلوبة، واستشعر أن كل الأموال التي تم دفعها لمقدم الخدمة ضاعت هباءً منثورًا.

الإشكالية التي حدثت كانت بسبب أنه لم يعتني بقياس العائد على الاستثمار (ROI) للمهام والتقارير التي كان يقدمها له مزود الخدمة أثناء فترة العمل، مثل مدير المشروع الذي قام بتسليم مشروعًا عقاريًا لإحدى الشركات الهندسية ولم يتابع عملهم بشكل أسبوعي أو شهري ظنًا منه أنه سيأتي في الميعاد المحدد ليستلم المشروع بشكله النهائي وهو بنيان متكامل الأركان ومحسّن التشييد أيّما كان.

ليس كما يشاع بأن SEO عبارة عن مهام غامضة يقوم بها بعض الأشخاص لديهم بعض الأسرار لا يعرفها أحد غيرهم، ثم تتفاجأ بين عشية وضحاها أن موقعك صار يتقدم على كل نتائج البحث، بل إن هذا النوع من الممارسات يسمى (Black Hat SEO) ويحظر موقعك بعد فترة.

الصحيح أن التهيئة عبر محركات البحث (SEO) أو دعنا نسميها (التسويق عبر محركات البحث) هي كغيرها من عمليات التسويق الرقمي التي تحتاج منك إلى قياس الأداء والمردود للمهام التي تقوم بها بشكل شهري واسبوعي وحتى بشكل يومي، وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذا المقال بشكل تفصيلي.

الفرص الواعدة في تهيئة موقعك لمحرك البحث

 

عندما نتحدث عن ارتقاء موقعك في نتائج محرك البحث فلك أن تتخيل حجم الفرص الواعدة التي تحصل عليها من هذا التقدم. هنا تحليل لحجم زيارات موقع أمازون السعودي باستخدام أداة aHrefs والتي تظهر أنه يحصل على 1.7 مليون زيارة من محرك البحث بشكل شبه شهري تقريبًا وكذلك 294 ألف كلمة مفتاحية له فيها ظهور بنتائج البحث.

هذا الظهور يختلف عن طرق الترويج المعروفة (الإعلانات المدفوعة) من عدة أوجه:

  • الزائر هو من يبحث عن منتجك ولست أنت من يلاحقه عبر الإعلانات المدفوعة.
  • حجم هائل من المبيعات المحتملة من خلال الزوار الذين سيأتون إلى موقعك.
  • عدم دفع أموال بشكل يومي للمنصة الإعلانية (PPC Network)
  • الاستثمار يحصل على المدى الطويل، فربما يظل موقعك متقدمًا على مستوى الكلمات المستهدفة لسنوات طويلة دون بذل مجهودٍ إضافي.

لا نقتصر في الحديث هنا عن أهمية SEO لأصحاب المتاجر الإلكترونية بل نتحدث عن تحسين محركات البحث (SEO) بمفهومه الشامل لأصحاب المواقع المختلفة سواءًا لأصحاب المواقع التجارية أو المواقع التعليمية أو مواقع الاشتراكات أو التوظيف أو حتى المدونات، فكل صاحب موقع لديه هدف يودّ الوصول إليه في النهاية من خلال العالم الرقمي وتساعده محركات البحث في الوصول لهذا الهدف بلا شك.

يساعدك محرك البحث كذلك في أمور أخرى مثل:

  • الوصول لعدد كبير من مستخدمي العالم الرقمي: حيث يعتبر موقع جوجل هو الأكثر زيارة عالميًا ويستحوذ على 92% من عمليات البحث، وتتم من خلاله مليارات عمليات البحث بشكل يومي.
  • اكتساب ثقة الزوار: فمستخدمو محرك البحث دائمًا يكون لديهم الثقة في المواقع التي تظهر لديهم في نتائج البحث وكذلك الثقة في أخذ العديد من القرارات بناءً على نتائج البحث التي تظهر لهم.
  • تجربة أفضل لموقعك: تعتمد بالأساس خوارزميات محرك البحث على تحسين تجربة المستخدم في موقعك أكثر من أي عاملٍ آخر، وبالتالي فإن تطبيق أفضل ممارسات SEO تعني إفادة زوار موقعك بالمقام الأول. يمكنك أن تتعرف مثلًا على تحديث Google’s core updates وتعرف مدى الاهتمام بتجربة الزوار.

بالإضافة إلى المزيد من الفوائد التسويقية الأخرى لنشاطك التجاري وبما يعطي المزيد من الثقل لعلامتك التجارية لدى الأشخاص المستهدفين.

تعرف على خوارزمية جوجل بالشكل الصحيح

 

قد يكون أمرًا بديهيًا بالنسبة لك أن تتبع الممارسات الصحيحة لتحسين موقعك لمحرك البحث، ولكن الإشكالية تأتي عندما يقوم مدير الموقع ببعض الممارسات الخاطئة في SEO ثم يظن أن محرك البحث يحتاج منه إلى إهدار أمواله في عمليات معقدة غير قابلة للقياس. على سبيل المثال: يقوم بعض الأشخاص بدفع مئات الدولارات للشركات المتخصصة في بيع الروابط الخلفية (Backlinks)، أو يقوم ببناء شبكة مدونات خاصة (Private blog network) اعتقاداً منه أن هذا هو العامل الأوحد للتصدر في نتائج البحث.

لا يمكن أن نغفل أهمية تأثير سمعة العلامة التجارية بمختلف الأشكال في تقدم الموقع في نتائج البحث، ولكن هذا لا يعني التركيز على عامل من ضمن أكثر من 200 عامل من عوامل SEO.

بالطبع عامل Backlinks من ضمن العوامل المؤثرة لكن من خلال التجارب فلا يشكّل أكثر من 10% من التأثير في ترتيب موقعك، ويمكنك استخدام بعض أدوات تحليل SEO المشهورة
لتحليل بعض المواقع المتقدمة على كلمات بعينها وستجد أن بعضًا منها لا يحتوي على أي روابط خلفية.

هذا مثال فقط من ضمن العديد من الممارسات الخاطئة المشهورة بالأخص لدى مقدمي خدمات SEO، وكذلك هناك بعض الأشخاص يقومون بإنتاج آلاف المقالات منخفضة الجودة ويظنون أن لديهم فرصة أكبر لابتلاع نتائج البحث بهذا الكم الضخم من المقالات الرديئة.

إذا تعرفت على خوارزمية محرك البحث بالشكل الصحيح، وكيف يقوم بفهم نية الزائر أولًا من خلال Rank brain، ثم يقوم بالبحث في كافة المواقع المتوفرة لديه في قاعدة بياناته ليقوم بإظهار الموقع المناسب الذي يلائم نية الباحث فإن ذلك يعطيك تصورًا عن وضع خطة ملائمة والتمكن من قياس العائد من نتاج هذه الخطة.

تحويل الخطط الكبيرة إلى مهام صغيرة قابلة للقياس

 

دعنا الآن نتحدث بشكل عملي عن الخطوات التي تسير عليها لتتمكن من قياس العائد على الاستثمار (ROI) لجهودك في تحسين محركات البحث. سنبدأ منك أنت كصاحب العمل الذي لديه مشروع قائم لديه هدف مرحلي ما، مثل: زيادة المبيعات، أو شهرة العلامة التجارية، أو تحسين العلاقات العامة أو أيًا كان هدفك الحالي.

بناءً على هذا الهدف، قمتَ بإنشاء موقعك الخاص وأضفت فيه المحتوى الملائم الذي يعبر عما تقدمه للمستخدمين وراعيت فيه أفضل الممارسات في تصميم واجهة موقعك وتحسين تجربة المستخدم. ثم بعد ذلك استهدفت ظهور موقعك الأساسي في نتائج البحث أو قمت بإنشاء مدونة ملحقة بالموقع لظهور بعض المقالات المعلوماتية في محرك البحث. بعد ذلك قمت بتحليل الكلمات المفتاحية المستهدفة التي تريد أن يظهر فيها موقعك عندما يكتبها الباحث، ثم قمت بإعداد تقريرًا عن تهيئة برمجة الموقع ليكون صديقًا لمحرك البحث، وكذلك تهيئة محتوى الموقع، وأخيرًا تهيئة الموقع خارجيًا (off page SEO).

وبالتالي فإن وضع خطة عمل صحيحة لكل مهمة من هذه المهام سيساعدك في قياس أداء ونجاح كل مهمة، مما سيؤدي بك إلى المهمة الأعلى منها مرورًا إلى الهدف الأساسي لنشاطك التجاري (زيادة المبيعات على سبيل المثال). هذا المفهوم بشكله العام، ولكن دعنا نتعمق قليلًا.

تحديد الهدف النهائي من حملة SEO

 

كما قلنا أن لديك هدفًا نهائيًا لنشاطك التجاري لأجله أنشأت موقعك الخاص وتأمل أن يساعدك في تحقيق هذا الهدف. سنحاول في هذه المرحلة تحديد الهدف المتوقع من موقعك الخاص بشكل أكثر تفصيلًا.

على سبيل المثال:

  • زيادة المبيعات لمتجرك الإلكتروني.
  • إشهار العلامة التجارية الخاصة بك.
  • التوسع في التواجد بالمزيد من الأسواق الرقمية.
  • إظهار موقعك كأحد المؤثرين في الصناعة.
  • كسب ثقة العملاء في المنتجات التي تقدمها لهم.
  • بناء علاقات طويلة المدى مع أصحاب المنفعة.

في الحقيقة لن تساعدك حملات SEO في تحقيق هذه الأهداف بشكل واضح وملموس وقابل للقياس كما هو الحال في إعلانات PPC في تحديد التكلفة بالضبط، وتحديد العائد على الاستثمار مقابل هذه التكاليف. ولكن كما قلنا إن SEO هو استثمار على المدى الطويل تظهر نتائجه بعد فترة.

وبشكل عام فإن الأنشطة التجارية التي تستهدف البيع لشركات وليس لأفراد (B2B Businesses) تبني علاقة مع العملاء المحتملين على المدى الطويل. وأؤكد لك أن SEO يساعدك في هذه الخطة.

بعد تحديد هذا الهدف فإنك تستطيع بناء خطة SEO لتساعدك على الوصول لذلك الهدف أو أهداف أخرى. وبناءً على هذه الأهداف تستطيع وضع خطة SEO بالشكل الأدق وكذلك استهداف الكلمات المفتاحية بالشكل الصحيح ووضع التكلفة المتوقعة لهذا المشروع.

قد تنطلق من هذه الأهداف إلى:

  • بناء خطة تستهدف إنشاء شبكة من المواقع تستهدف شرائح مختلفة من العملاء
  • التركيز على الكلمات المفتاحية التي تؤدي في النهاية إلى البيع واستبعاد الكلمات المعلوماتية أو العكس
  • بناء محتوى بمواصفات معينة يجذب شرائح العملاء ويستبعد آخرين

فمثلًا، إذا كنت صاحب منصة تعليمية سيكون لديك الهدف لجذب الأشخاص الذين يريدون الحصول على مساقات تعليم عن بعد، واستبعاد الأشخاص الذين يريدون دورات مجانية أو منح دراسية ممولة بالكامل.

قد توفّر محتوى مجاني في بعض الفترات، ولكن سيكون هدفك الأساسي جذب العملاء الذين لديهم قوة شرائية.

وبعد تحديد هذه الأهداف مع فريق العمل، سيكون لديك التصور الأوضح لخطة SEO وكذلك أهداف SEO والتي ستشمل:

  • الكلمات المفتاحية المستهدفة
  • تصميم تجربة المستخدم لموقعك
  • حجم ونوع المحتوى الذي ستوفره للمستخدمين
  • رحلة المستخدم التي يمر بها داخل موقعك (Buyer journey)
  • متابعة أهم التوجهات في سوق عملك
  • الأساليب المتبعة لتهيئة موقعك لخوارزميات جوجل
  • تعيين مختص أو عدة أفراد لتنفيذ الخطة المطلوبة
  • بناء هيكلة للموقع بالشكل الصحيح (Site structure)
  • ربط جميع صفحات الموقع داخليًا (Internal links)
  • التنسيق بين فريق SEO وباقي فرق العمل
  • الحصول على إشهار خارجي لموقعك (OFF Page SEO)

وغير ذلك من الأهداف التي ستتضمنها خطة SEO لتحقيق الفائدة المنشودة من عملك التجاري.

عندما تقوم بتحديد هذه الأهداف بشكل أدق، فإنك ستقوم في المرحلة التالية بتفكيكها إلى مهمات صغيرة، تسند كل مهمة منها إلى أحد المتخصصين، والأهم من ذلك ستعرف أن قياس أداء هذه المهام يعني قياس أداء هدفك الأساسي من SEO والذي سينعكس على أهداف نشاطك التجاري وبذلك تستطيع قياس العائد على الاستثمار (ROI) للميزانية التي تضخها في التسويق عبر محركات البحث.

ربما تختلف هذه الأهداف من موقع لآخر، إلا أننا سنتناول بعض الأهداف والمهام المشهورة التي تستطيع قياس أدائها بشكل عملي كما يلي:

تقدم الكلمات المفتاحية

 

أحد أهم المعايير التي تستطيع من خلالها قياس العائد على الاستثمار لجهودك عبر محرك البحث هو تتبع تقدم الكلمات المفتاحية المستهدفة لموقعك، لا سيما الكلمات عالية الأهمية بالنسبة لك. مثلًا إذا كنت صاحب شركة تقديم حلول برمجية فإن كلمة مثل (إنشاء موقع ويب) ستكون من أهم الكلمات المفتاحية التي تحتاج إلى تتبعها بشكل مستمر وقد تستهدف الظهور ضمن نتائج البحث عن هذه الكلمة بأكثر من صفحة بل وحتى أكثر من موقع.

بحسب خطة عمل SEO، فيمكنك استخدام بعض الأدوات لتتبع تقدم موقعك على هذه الكلمات المفتاحية المستهدفة بداية من عدم الظهور في نتائج البحث، مرورا بالظهور في أول 100 نتيجة، ثم أول 50 نتيجة، وحتى تصل للصفحة الأولى، ثم أول 3 نتائج في الظهور.

سيكون هدفك النهائي هو الظهور في أول 3 نتائج بحث، ولكن لا تقلل أبدًا من قيمة التقدم الذي تحرزه قبل هذه الفترة ولا تشعر أن هذه التقدمات السابقة إنجازات مهدرة، بل إن هذا التقدم يستغرق وقتًا طويلًا في الغالب خصوصًا في الكلمات شديدة المنافسة، فحاول مراقبة هذا التقدم بصبر.

عدد الكلمات المفتاحية التي تظهر في موقعك

 

يحاول محرك البحث فهم عبارات البحث التي يستخدمها الزوار بشكل أدق، وبالتالي فإنه لا يقوم بإظهار موقعك على الكلمات المفتاحية التي تستهدفها أنت فقط، بل على كلمات أخرى لم تضعها في خطة العمل وحتى الكلمات المفتاحية الجديدة الذي يكتبها الباحثون. فمثلًا عندما تتوجه إلى أدوات مشرفي المواقع، وتحدد التبويبة الخاصة بالأداء (Performance) فإنه يخبرك بالعبارات المفتاحية (Top queries) الأكثر ظهورًا لصفحات موقعك. ستجد أن الكثير من هذه العبارات لم تكن تستهدفها بالأساس في موقعك.

كذلك هناك بعض الأدوات التحليلية الأخرى الخارجية مثل: aHrefs و Semruch التي تخبرك بعدد الكلمات المفتاحية بالضبط التي تظهر بناء عليها صفحات موقعك.

تستطيع مراقبة حجم الزيادة في عدد الكلمات المفتاحية التي تحدد ترتيب موقعك الذي يكون أحد النتائج الملموسة التي تساعدك في قياس أداء موقعك بمحركات البحث؛ فهذا يعني أن محرك البحث أصبح يفهم محتوى موقعك بشكل أفضل ويعطيه المزيد من الفرص للتقدم في النتائج.

عدد الزيارات التي تأتي من محرك البحث

 

أحد أهم المؤشرات التي تلتمس من خلالها مردود ما يتم استثماره في SEO، وإن لم يكن ذلك من أوضح الأهداف على الإطلاق، هو عدد الزيارات التي تأتيك من خلال محرك البحث. هذا المردود يكون واضح بالنسبة لك وقابل للقياس، حيث تستطيع بسهولة من خلال Google Analytics مشاهدة عدد الزيارات التي حصلت عليها في فترة ما، وتقارنها بالفترة التي تسبقها.

مع ضرورة التنبيه بأن هذه الأرقام لن تكون كبيرة في البداية، فلا تعوّل على تحصيل عدد هائل من الزيارات في أول شهرين على سبيل المثال. ولكن طالما أن هذه الأرقام تزداد فأنت تسير على الطريق الصحيح وتضمن الوصول لأهداف التسويقية المستهدفة.

عدد مرات الظهور وعدد النقرات

 

ربما تكون زيادة عدد الزوار من محرك البحث هو الهدف النهائي الذي تسعى إليه، إلا أن هناك أيضًا أهداف مرحلية أثناء سعيك لتحقيق ذلك الهدف، ومنها عدد مرات الظهور (impressions) وعدد النقرات (clicks) وهي أيضًا أبرز الإحصاءات التي تظهرها لك أدوات مشرفي المواقع.

ستجد كذلك نسبة CTR (وتعني نسبة عدد النقرات مقسومًا على عدد مرات العرض)، فكلما زاد عدد نقرات الزوار على صفحات موقعك في نتائج البحث، كلما تحسنت هذه النسبة. سيكون من أهدافك تحسين هذه النسبة خصوصًا للصفحات ذات الأهمية لديك.

خفض معدل الارتداد

 

معدل الارتداد هو النسبة المئوية لإجمالي عدد الجلسات التي لم يشاهد فيها المستخدمون سوى صفحة واحدة، وبالتالي فإن زيادة هذه النسبة المئوية في تقارير Analytics يعني زيادة عدد الزوار الذين يقومون بزيارة صفحة واحدة ثم يغادرون موقعك. ليس هناك رقمًا مثاليًا لمعدل الارتداد، فتختلف المدونات عن المواقع الإخبارية عن المواقع التجارية على سبيل المثال. ولكن سيكون من ضمن أهدافك التي تسعى إليها خفض معدل الارتداد لضمان تفاعل الزائر مع موقعك بشكل جيد.

كذلك سيكون من ضمن أولوياتك في هذه المرحلة زيادة وقت جلوس الزائرين، وكذلك زيادة عدد الصفحات التي يتصفحها الزائر في الجلسة الواحدة، وأيضًا زيادة عدد الزوار المتكررين (Recurring visitors).

عدد الإشارات من المواقع الخارجية

 

يعد عامل الإشارات الخارجية لا سيما من المواقع الموثوقة أحد المعايير المؤثرة في تحسين نتائج البحث، وهذه النتائج لا تفيد موقعك في SEO فحسب، ولكن تفيد موقعك في كسب ثقة وشهرة أكبر لدى المستخدمين.

بإمكانك تحسين عدد الإشارات الخارجية من خلال التواصل المباشر مع المواقع الموثوقة وتطلب منهم الحديث عنك لتنشر لديهم بيانات صحفية أو مقابلات حوارية أو نشر تدوينات ضيوف تتحدث عنك. أو تستطيع زيادة هذه الإشارات من خلال تقديم محتوى نوعي يكون قابل للانتشار بشكل هائل، وتقوم المواقع الأخرى بالإشارة إليك دون تدخل منك. يمكنك قياس عدد المواقع التي تشير لك بشكل مجمل (Referring domains) أو يمكنك قياس عدد الإشارات التي تحصل عليها لبعض الصفحات على وجه مخصوص (Backlinks). مع التأكيد على نوعية المواقع التي تشير لك أكثر من عددهم.

عدد التحويلات في موقعك

 

يقصد بعدد التحويلات هو أي تحويل يقوم به المستخدم داخل موقعك، مثل إتمام عملية شراء أو التسجيل أو الاشتراك أو عمل اتصال أو ملء نموذج أو أي تحويل تطلبه من المستخدم. ربما يكون هذا الهدف لا يؤثر فيه SEO وحده، ولكنه يساعد بلا شك في زيادة عدد التحويلات، وبالتالي يمكنك قياس العائد على المردود في الاستثمار بمراقبة عدد التحويلات للصفحات المتقدمة في نتائج البحث، أو الصفحات التي يصل لها الزائر من خلال محرك البحث بشكل غير مباشر (من خلال رحلته في موقعك).

مراقبة عدد الزوار من البلد المستهدف

 

إذا كان موقعك يستهدف زوارًا من أقطارًا بعينها أو حتى مدينة بعينها (Local SEO) كأن تكون صاحب متجر ملابس أو مطعم أو أي خدمة تستهدف زوار منطقة أو مدينة أو بلدة بعينها، فيمكنك قياس عدد الزوار لموقعك من البلاد المستهدفة من خلال محرك البحث.

تحسين رصيد موقعك لجوجل

 

كما قلنا، هناك عدة عوامل لترتيب موقعك في جوجل، بعضها يتعلق باسم نطاق موقعك والآخر بصفحاته والبعض منها داخليًا والآخر خارجيًا وهناك معايير خاصة. تزداد أهمية بعض هذه المعايير ويقل بعضها بحسب أهميتها لدى جوجل، ولكن بشكل عام تستطيع إنشاء قائمة مراجعة (Checklist) تكتب فيها كافة العوامل وتأخذ في الاعتبار ما يمكن تحسينه حسب الموارد المتاحة.

هذه نماذج كثيرة استعرضناها معكم بشكل مجمل، تستطيع من خلالها قياس العائد على الاستثمار (ROI) لجهودك التسويقية عبر محرك البحث (SEO)، وكل عامل من هذه العوامل يفيد نشاطك التجاري بصورة أو بأخرى.

لا يشترط أبدًا أن تركز على كل هذه المؤشرات، فهي تختلف من نشاط تجاري لآخر وكذلك تختلف من نموذج عمل (Business model) من شركة لأخرى. ولكن المهم أن يكون لديك تصور أفضل الآن كيف تستطيع احتساب العائد على الاستثمار بالشكل الصحيح.

ستضع في البداية خطة SEO ثم تقوم برصد ميزانية إجمالية خلال فترة معينة لتنفيذ تلك الخطة، ثم تضع مؤشرات قياس الأداء للوصول لتلك الأهداف (KPIs)، وفي نهاية الخطة يمكنك بسهولة معرفة العائد الذي حصدته لعملك الخاص.

خاتمة
استثمر في موقعك لا في محرك البحث

 

في النهاية أنت صاحب عمل تجاري أو مؤسسة فإن لديك بعض الأغراض التي من أجلها اقتحمت العالم الرقمي وبدا لك الأهمية في الاستثمار في مصادر الترويج المختلفة لموقعك، لذلك فاهتم دائمًا بالاستثمار في موقعك أكثر من الاستثمار في محرك البحث. لا تتعامل مع محرك البحث على أنه آلة صماء تكتب لها بعض الأوامر البرمجية ليعطي لموقعك الأولوية في الظهور في النتائج، أو تتحايل على بعض الخوارزميات ليكون لديك الأولوية بالظهور، بل تعامل مع الأمر باعتبار أن جوجل شركة تجارية من مصلحتها كسب ثقة الزائر في الإعتماد على محرك البحث الخاص بها، وهذا لن يتم إلا إذا وفرت له أفضل نتائج يبحث عنها. إذا كنت أنت أفضل النتائج التي يبحث عنها الزائر، فإن موقعك سيكون من ضمن تلك النتائج بلا شك.

هناك بعض المواقع لم يكن لديهم خبير SEO وتجاهلوا عدة أمور فنية يوصي بها جوجل لتسهيل عملية الأرشفة، ومع ذلك كان لديهم نتائج مثمرة في التقدم بنتائج البحث. إن أفضل عائد على الاستثمار تحصل عليه هو تحسين تجربة الزائر، وزيادة التحويلات، وتفاعل الزوار مع موقعك، وتكرار جلسات الزوار، والتنقل بين صفحات موقعك، والعودة مرة أخرى، واكتساب الثقة فيما تقدمه لهم. اهتم بهذه الأمور فهو أفضل استثمار ممكن أن تقدمه في موقعك الخاص.

More To Explore

Publishing Services
هندسة البرمجيات

ما هو نظام إدارة المحتوى (CMS)

تقوم بتطوير الموقع الإلكتروني الخاص بك ؟ تحتاج، إذن، إلى معرفة مدى فاعلية نظام إدارة المحتوى CMS هل فكرت يومًا في إنشاء موقعك الخاص؟ وهل